روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | أمه ترقيه.. لأنه تزوجني!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > أمه ترقيه.. لأنه تزوجني!


  أمه ترقيه.. لأنه تزوجني!
     عدد مرات المشاهدة: 1479        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا امرأة لأربعة من الاولاد تزوجت بعمر صغير جدا بحكم عادات المحافظه التي ولدت فيها وابلغ الان من العمر 32 عاما

في عمر ال 13 تزوجت من ابن عمي وعشت معه فتره طويله مايقارب 16 سنه وثم تطلقت منه بسبب المشاكل المتراكمه ورجعت الى اهلي مع اولادي.

وتقاضيت عن كل شي بخصوص اولادي مع والدهم حتى النفقه وبدوره اهملهم

وبعد فترة 6 سنوات تقدم لخطبتي شخص من مدينه أمه ترقيه.. لأنه تزوجني!

اخرى فوافقت وتزوجته ولكن والدته لم تحضر زواجي لانه اخبرني انها مسافرة بمكان بعيد فلم ادقق بالموضوع لان جميع اهله قد حضروا

وبعد زواجي بفترة شهر اخبرني ان والدته لم ترض عن هذا الزواج وانه تزوجني من غير علمهالانها لن تتقبل ان يتزوج ابنها بمطلقه وام لاربعة اولاد لانه لم يسبق له الزواج قبل ذلك

والان مايقارب شهر لا استطيع ان اتكلم معه, يتصل من حين الا آخر للسؤال عن احوالي فقط ولم يعد يزورني

وعندما سألته عن السبب يخبرني بان والدته علمت بزواجن اوبأنه تحت ضغط شديد منها حيث انها تريد تطليقه لي وقامت بأخذه عند المشايخ للرقيه وعند الاطباء النفسيين لمعالجته مما اقدم عليه من زواجه بي

الان ماذا علي ان افعل انا لم ار والدته ولم اجلس معها ولم اتحدث معها وهي لا تعرفني الا بماسمعته عني ولا استطيع محادثتهاكما اخبروني

أنا الان اعاني من بعد زوجي عني وعدم اهتمامه بي وعدم اطلاعي ع كل مايدور حولي الا ماوصلني من اخبار عن تزويجه من ورائي وكلما اسأله ماذا يحدث يتهرب من الاجابه ويقول انا ساحارب من اجل بقاء هذا الزواج فقط

أرجو افادتي بحل يجعلني لا اتألم داخل نفسي بسبب بعد زوجي عني وماذا علي ان افعل في موقفي هذا مع العلم اني اشركت عمه واخيه بالامر لان والده متوفي ولكن دون جدوى ولم يفدني احد بشيء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين.. وبعد ,,

أخيتنا الحبيبة / منال..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

وأهلًا وسهلًا بكِ في موقع (المستشار) الموقع الرائد في عالم الاستشارات..

أيتها الغالية..

أقدر وأتفهم معاناتكِ.. وحتى تنتهي هذه المعاناة.. لابد من مواجهة قوية وحاسمة.. ولا تنسي أن الجراحة والبتر أحيانًا نوع من العلاج..

لقد بدأتِ حياتكِ مع رجل آثر وفضل أن يسجل حروفها الأولى بكذبة- أن والدته كانت مسافرة ثم أنها لم ترضى عن هذا الزواج من الأصل..

وأنه تزوجكِ بغير علمها.. ثم أنه لم يعد يستطيع حتى زيارتكِ لأنه واقع تحت ضغط والدته ويكتفي بالسؤال عن الحال..

ثم وصلتكِ الأخبار عن زواجه بغيركِ.. وأن والدته تريد تطليقه منكِ- منذ بداية حياتكِ معه وحتى الآن وأنتِ في أخبار.. لا يُعلم عن صدقها وحقيقتها..

السبب أن هذا الزوج يخشى المواجهة ووضع النقاط على الحروف ليُفهم الوضع ويصبح واضحًا لكليكما..

وأنا أقرأ حروفكِ.. أصبحت في حيرة من أمري.. هل أليّن كلماتي وعباراتي لما أراه من الألم الذي يعتصركِ والحيرة التي أجدها في حروفكِ..

أم أقسو.. لتُفيقي.. وتوقفي عنكِ هذا الألم وتنفضي عنكِ الاستسلام له.. فعذرًا إن ظهرت القسوة في بعض عباراتي.. واعلمي أنها قسوة المحب المشفق عليكِ..

هناك عدة تساؤلات خطرت ببالي لا أجد لها جوابًا.. وأعتقد أن الجواب عليها سيوضح العديد من الأمور..

هل زواجكما هذا إشهار أم سر؟ هل أنتي على يقين بأنكِ زوجته الأولى أم أن هناك واحدة قبلكِ؟ كم عمر زوجكِ؟.. أنا متأكدة أنه قد اجتاز مرحلة الطفولة منذ زمن.. فهو يبدو كالطفل الغير مسئول أو الذي لا

يستطيع تحمل مسئولية تصرفه.. بينما يفترض أنه رجل.. واعٍ ومسئول وكفأ للشعرالذي يملئ محياه.. هل زوجكِ على وظيفة جيدة أم أن وظيفته مؤقتة أو ضعيفة؟..

أخيتي منال.. حفظكِ الرحمن.. أنتِ الآن على مفترق طريقين.. سأخبركِ بنهايتيهما.. لتعرفي ماذا ستختارين بعقلكِ لا بقلبكِ..

الطريق الأول:: إما أن تبقي على ما أنتِ عليه.. بعيده عن حقيقة واقعكِ الذي تعيشينه بتألم ولم تجدي فيه جوابًا وتوضيحًا لكل ما يدور حولكِ.. مترقبة وخائفة.. لا تعلمين عن حال زوجكِ وحالكِ معه إلا ما يصل

إلى مسمعكِ من أخبار لم يتم التأكد من صحتها.. والنتيجة ستكون ألمٌ يجر ألم.. فالحقيقة وإن كانت مره أهون بكثير من العيش في المجهول..

الطريق الثاني:: إما أن تواجهي الأمر بشجاعة.. وتتحملي نتائج هذه المواجهة.. فالعاقل عندما يريد أن يواجهه عليه أن يضع كل الاحتمالات السلبية منها قبل الإيجابية وأن يكون مستعدًا لها.. فهو إن كان:

- رجلٍ.. عاقلٍ.. مسئولٍ.. قادر على أن يوفر الحماية لأسرته وأن يحتويها.. فأهلًا وسهلًا به على طاولة الحوار.. فمن خلال الحوار يتم الاستفهام والتبصير بالأمر ووضع النقاط على الحروف..

فالحياة الزوجية تتطلب دائمًا الوضوح والصراحة والشفافية؛ لأنها ليست أيام معدودة إنما هي ما تبقى من العمر.. فكيف تريدين أن تقضيه؟..

- وإن كان خورًا.. جبانًا.. يتهرب ويتلون.. ويعطي في كل مره حجة بشكل مختلف.. فلا أهلًا به.. وأعتقد أنكِ توافقيني.. أنه في هذه الحالة لا يستحق أن تضيع الزوجة ثانية من التفكير به أو العيش معه..

إذ ما معنى الحياة الزوجية والزوج في مدينة والزوجة في مدينة أخرى ,ولا يوجد بينهما غير اتصال هاتفي ولا يُعلم عن حال هذا الزوج وحال أهله شيء.. كيف لهذه الزوجة أن تعيش حياتها الزوجية في المجهول..

معلقة لا تعرف إلى أين يذهب بها المصير.. وتدفع أيام عمرها ثمنًا لـ (لا أعرف ما هي الحقيقة)!!..

والنتيجة ستكون راحة وإن آلمت في البداية قليلًا.. كالضرس النخر المعدم بسبب السوس لا حل له إلا أن يُقلع ليرتاح صاحبة وأن تألم قليلًا فعاقبة هذا الألم راحة وعافية..

وعلى ما تقدم أقول:

1- لابد من الحوار الصريح والشفاف والجاد.. لقد ذكرتِ في سياق حديثكِ:[أشركت عمه وأخيه بالأمر ولكن دون جدوى ولم يفدني أحد بشيء].. لذا اجعلي الحوار في أحد الدائرتين التاليتين:

الدائرة الأولى / إما أن يذهب إخوتكِ الذكور ووالدكِ لزيارة زوجكِ في مقر عمله بشكل لطيف وودي.. أو ينتظرونه حتى انتهاء دوامه.. ويذهبوا جميعًا إلى مكان هادئ يتناولوا فيه الغداء ويفتحوا معه الحوار..
 

الدائرة الثانية / وإما أن يتم ذهابكِ مع والدكِ وإخوتكِ الذكور لمنزل زوجكِ وأهله ووالدته.. ويتم فتح الحوار في حال كانت والدته سليمة ولا تعاني من علة صحية قد تسوء نتيجة الحوار لا سمح الله..


ويشترط في كلا الدائرتين أن يكون الاحترام والحلم سيد الموقف.. ويستفهم في هذا الحوار عن وضعكِ مع زوجكِ.. وعن حقوق وواجبات كلِ منكما.. حتى يعرف كلِ منكما كيف يتخذ قراره..

2- تأملي معي بارك الله فيك.. لقد شرع الإسلام الطلاق في حال استحالة ديمومة الحياة الزوجية..

لأسباب كثيرة منها تهميش أو تعليق الزوجة أو عدم القيام بحقوقها.. والطلاق بدون أطفال قد يكون أرحم مئة مرة من طلاق وأطفال قد يتم حرمانكِ منهم طيلة عمركِ فحالٍ أفضل من حال..

3- يقول تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ} (التوبة: 109)..

عندما يكون البناء سليم وواضح المعالم كما أراد الله.. قويًا متماسكًا كما حددته الشريعة كلما كانت الحياة الزوجية جنه.. ولكن إن كانت ذات أساس هش متهالك.. فأعتقد أنه لن يدوم طويلًا حتى يتحول ركامًا..

4- لن يغير حالكِ ويصلح شأنكِ إلا من بيده قلوب البشر يقلبها كيف يشاء.. يقول تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}(البقرة: 153).. تقربي إليه بإقامة الصلاة على وقتها في خشوع وتدبر , أكثري من النوافل وقيام الليل.

ألحي على الله بالدعاء وخاصة ثلث الليل الأخير وفي السجود , حاولي أن يكون لكِ ورد يومي من القرآن , أكثري من الاستغفار بحيث لا يمر اليوم الواحد إلا وقد استغفرتِ أكثر من مئة مرة..

رددي {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي}(طه: 25/26).. [اللّهٌمَّ دَبّرْ لِي فَإِنّي لاَ أُحْسِنُالتّدْبِير].. قدمي لله ما يُحب ليعطيكِ ما تحبين..

وأخيرًا..

ارجوا أن تُعيدي قراءة كلماتي هذه المرة تلو المرة.. وتأملي ما بين سطورها.. وأطلبي الله العون وأن يعوضكِ خيرًا..

ختامًا..

أسأل الذي رفع السماء بلا عمد أن يشرح صدركِ.. وييسر أمركِ.. ويصلح شأنكِ.. ويعوضكِ خيرًا.. وأن يرزقكِ الحياة الهانئة الهادئة.. ويرزقكِ بر أبناءكِ بكِ.. ويجعلهم قرة عينٍ لكِ.. آمين..

وصلى اللهم وسلم على النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.. دمتِ بود..

الكاتب: أ. سارة فريج السبيعي

المصدر: موقع المستشار